فكرة قراءة الخلاصة فكرة مغرية جداً. ستتمكن من قراءة مئات الكتب في نفس الوقت الذي سيقضي فيه شخص ما قراءة كتاب واحد , ها أنت سبقته بسنوات من المعلومات, لكن إذا كانت هذه الطريقة ممتازة لماذا لا يعملها الجميع؟
قبل الاجابة على هذا السؤال يجب أن أؤكد لكم بأن كثير من الكتب السابقة و القادمة مليئة بالحشو, أو إنها عبارة عن فكرة واحدة يمكن تلخيصها (حرفياً) بسطر. لكن لماذا يملأ الكاتب كتاب ب٢٥٠ صفحة بينما يمكنه أن يلخص فكرته بسطر واحد؟ لسببين أولها يحمل سوء نية و هو إن الكاتب يخاف أن ينظر له بنظرة دونية لو أصدر كتاب حجمه ٥٠ صفحة مثلاً , حتى لو كان يحمل أروع فكرة في العالم. و الحقيقة لست متأكداً إذا ما كانت ستوافق أصلاً أي دار نشر على أن تطبع كتاب حجمه ٥٠ صفحة!
السبب الثاني الذي يحمل حسن نية هو إن الكاتب صحيح إنه سيمكنه من عرض فكرته في سطر واحد لكن الحجم الكبير هذا لكي يعزز حجته و يرسخها في نفسك من خلال القصص و الدراسات و التطبيقات و غيره , فأنت في الغالب ستنسى عبارة مكونه من سطر واحد و لكنك لن تنسى الفكرة غالباً لو كانت مربوطة بقصة مؤثرة مثلاً.
أعود إلى الخلاصات و هي بالمناسبة متوفرة في كثير من التطبيقات العربية و الأجنبية و كثير منها مجاني في اليوتوب مثلاً. الخلاصة لا تفي بالغرض و لا أنت لن تسبق ذلك الذي يقرأ كتب كاملة .. إلا إذا كانت تلك مجلدات ميكي. لأسباب عدة و أهمها هو إن أغلب الكتب في السوق هي كتب تكرر نفس الأفكار أو هي كتب هامشية غير مؤثرة , الكتب العميقة التي تترك فيك الأثر في الغالب عددها قليل , تلك التي تستحق أن تقرأها أكثر من مرة (سأتكلم عن ذلك في تدوينة) و بالتالي لو قرأت (أو سمعت) ١٠٠ خلاصة فلربما كان ٨٠٪ منها عديم الفائدة أصلاً.
إذاً متي تكون الخلاصات مفيدة؟
عندما لا تملك المال الكافي للقراءة (أشك في ذلك لأن سعر الكتب أقل من سعر وجبة عشاء بسيطة) أو لا تملك الوقت الكافي و كنت تريد موضوع محدد في كتاب أي لم تشترك في الخدمة أو التطبيق بشكل عام و إنما بحثت عن خلاصة كتاب بعينه.
و تفيد الخلاصات أيضاً في تثبيت المعلومات لكتاب قد قرأته أصلاً. فلو قرأت كتاب حول دور عمل البنوك المركزية في الاقتصاد , فلربما تفكر في قراءة ملخص الكتاب لاحقاً كي تتثبت المعلومات لأنك ستنسى الكثير منها و في الإعادة إفادة.
في النهاية قد تريد أن تلقي نظرة أو تجرب أحد خدمات الخلاصات و لكني متأكد بأنها لن تملأك من الداخل.
